المنطق والعقل بيقولوا إن واحد زائد واحد يساوي اتنين، بس مع القلب مش دايمًا الأمور بتمشي بالورقة والقلم وحساباته دايمًا بتكون مختلفة وغير متوقعة، يعني حبك أو كرهك لحاجة بيولدوا جواك ردود أفعال عمرك ما تخيلت إنها ممكن تطلع منك..صح؟ أنا متأكدة أنك افتكرت دلوقتي كام موقف بيأكدوا كلامي ده.. لأن دي طبيعتنا كبشر.
اللي عايزة أقولهولك يا عزيزي القارئ إن في مجال التسويق والدعايا Marketing العاطفة والمشاعر بيلعبوا دور مهم جدًا في إقناع الجمهور المستهدف target audience بالمنتج أو الخدمة بتاعتك، بس ده بيتوقف على إنك تفهم إيه هو سر اللعبة وازاي تستخدم سحرها وقوتها لصالح البيزنس بتاعك.
كلمة السر هي التسويق العاطفي Emotional Marketing والقدرة المذهلة على إنه يخلي الواحد زائد واحد يساوي الرقم اللي أنت عايزه.. وده ببساطة هنعرفوا مع بعض لما تكمل قراءة المقال ده للآخر..
بادية بالم هيلز.. لعبوها صح
خليني احكيلك في الأول عن مثال قوي وذكي جدًا للـ Emotional Marketing حصل في رمضان اللي فات، وهي عبارة عن كامبين على شكل مسلسل من حلقات قصيرة ( 13 حلقة) عن هاشم وندى في مدينة بادية بالم هيلز اللي كانت نقلة جديدة في مجال إعلانات العقارات عن طريق استخدام تكنيك الـ Storytelling تحت عنوان “لكل قصة بداية“
واللي بطبيعة السوق مكانش ده المعهود في نوع الإعلانات اللي بتتكلم عن العقارات والكومباوندز الجديدة اللي في جزء كبير من الجمهور بيشوفوا إنها مستفزة، وخير مثال على ده إعلان لاندمارك معمار المرشدي والجملة الشهيرة اللي ضايقت ناس كتير “ما تديهالهم ببلاش أحسن”
بادية هنا لعبت بطريقة مختلفة تمامًا، وهي إنها قدمت للجمهور عموماً مش بس جمهورها المستهدف، حاجة مش هيعرفوا يرفضوها حتى لو مش شبههم أوي وهي قصص الحب.
ولد وبنت بيتقابلوا في صدف متكررة وفي كل مرة بيقولك بصنعة لطافة وسلاسة الخدمات والمرافق اللي بتقدمهالك المدينة، وكل ده منغير ما الشخص العادي اللي الإعلان مش متوجهله ما يحس بإهانة أو استفزاز لمشاعره قد ما هيستمتع باللي بيتقدمله، لأنه مفيهوش نفاق أو زي ما بيقولوا ضحك على الدقون، هو واضح جدًا في رسالته اللي بيقدمهالك، وجاي وعايزك تدور كل يوم على الإعلان وتشوفه وتعرف معاه حاجة جديدة عن مدينة بادية.
وده سحر الـ Emotional Marketing إنه بيقدر يخليك تقدم المنتج أو الخدمة بتاعتك بالطريقة اللي تخلي الجمهور لو حتى مش هياخد قرار الشراء دلوقتي فا هو على الأقل مش هينساك.. لأنك بتلمس حاجة مهمة جدًا جواه وهي مشاعره
خلق حكايتك وبيعها..
وحكايتك هنا مش قصدي بيها إنك تطلع تقول للناس كيف بدأت فكرة البراند بتاعك والوقت الصعب اللي عديت بيه لحد ما وصلت لمكانك، لأن الناس زهقت من القصص دي وسمعت عنها بما يكفي، للدرجة اللي بتخليهم مهما كانت القصة حقيقية ومؤثرة إلا إنها مبيبقاش ليها وقع في قلوب الناس ومبقوش يشوفوها غير قصة متكررة من قصص كتير سمعوها قبل كده.
القصد هنا، إنك تستحضر قصص حقيقية من حياة جمهورك المستهدف وتقدمهالهم بشكل إعلاني جميل، بمعنى إنك بعد دراسة احتياجات جمهورك وطبيعته وثقافته والـ Pain points بتاعته زي ما حكينا في مقالة قبل كده.
وده اللي اتعمل بشطارة جدًا في إعلان ماونتن فيو السنادي في رمضان The Best View، اللي ركز على موضوع تقريبًا معظم الناس جربوه وعاشوه، وهو “العيلة ولم الشمل” إنك أخيرًا تجتمع بأهلك وحبايبك بعد وقت طويل من الغربة والغياب.
خصوصاً إنه عرض ده في صورة حقيقية جدًا لبعض سكان Mountain View، فا كانت كل لقطة وكلمة بتتقال في الإعلان صادقة جدُا ومن القلب للقلب زي ما بيقولوا، لدرجة إنه نسبة مشاهدته وصلتعلى فيسبوك لـ 23 مليون مشاهدة
عشان كده لازم تعرف إيه القصص والمواضيع اللي تقدر تفتحها وتناقشها من خلال البراند بتاعك، وازاي تقدر تعرضها بشكل مناسب ليك ولجمهورك.
ما تبيعش لجمهورك الهوا في ازايز.. الصراحة ديمًا تكسب
علاقتك الوطيدة مع جمهورك هي باب مقفول والصراحة والصدق هم مفتاحها، لأن مهم للناس إنهم يحسوا أنك مهتم تكسب ثقتهم أكتر من إنك تكسب أرباح وفلوس منهم، وإنك مش جاي تخدعهم بأي شكل من الأشكال وتبين إنك حابب تكون جزء من يومهم وتساعدهم يشبعوا احتياجهم بمنتجك أو خدمتك.
عشان كده متسعاش ابدًا أنك تعرض البراند بتاعك بشكل مثالي ولا إنك طول الوقت تبيعه على إنه العصاية السحرية اللي هتحقق الأحلام وتحل كل المشاكل وتجلب الحبيب.. وإنما ركز على إنك تعرف كويس أوي أنت فعلاً قادر تقدملهم إيه ومتحاولش توعدهم بحاجة أكتر من اللي فعلاً هتكون قادر إنك تحققها.
وده اللي عمله برجر كينج في 2020 عن طريق إعلانهم عن “البرجر المتعفن” The Moldy Whopper، اللي كان صدمة كبيرة لناس كتير، لأنها كانت خارج إطار الصورة النمطية لإعلانات الأكل اللي ديماً لازم تبين الأكل بشكل شهي ومثالي لا يقاوم.
على العكس، برجر كينج حبت تعلن عن قرار الإدارة في الاستغناء عن استخدام اي مواد حافظة أو ألوان ونكهات اصطناعية بطريقة إنها تعرض حالة الساندوتش البرجر على مدار 34 يوم وإن في النهاية الساندوتش بيتعفن بشكل كامل بناءًا على إنه مكوناته طبيعية 100%
ولعبت فكرة الإعلان دور كبير في تقوية علاقة برجر كينج بعملائها، لأنهم حسوا إن المكان مهتم بيهم وباحتياجاتهم أكتر من ما هو مهتم إنه يصدر الصورة المعتادة لمطاعم الأكل اللي بتحقق أرباح أكبر The Customer come first
ويوم ما تفكر تنشن لازم تصيب..
المثل بيقولك “العيار اللي ميصيبش يدوش” عشان كده لما تختار موضوع تتكلم عنه من خلال البراند بتاعك لازم تعرف كويس أوي هتقدمه لجمهورك ازاي، لأن التسويق العاطفي مش ديمًا معناه دباديب وقلوب ومشاعر وحب وسعادة وراحة وثقة..
أوقات كتير بتبقى لك فرصة كويسة اوي بس في مواضيع شائكة، فا لازم تعرف كويس أوي تختار امتى وازاي تقدمها وهل جمهورك هيقبلها ولا لأ، عشان مش هتحب ابدًا تقابل جمهورك وهو متضايق وغضبان وكان لينا طبعا في إعلان عمرو دياب و ستروين عبرة.
عشان كده في الوقت اللي هتحب تكلم جمهورك في موضوع حساس ليهم، لازم تحسسهم إنك معاهم مش ضدهم، إنك مش بتعلمهم وإنما بتتعلم معاهم وبتحاول تقدملهم حلول وتدعمهم، وأحسن مثال لده يروح لإعلان Always تحت شعار #LikeAGirl، اللي ناقش موضوع مهم جدًا زي استخدام وصف “زي البنات” كا إهانة وقدمه بشكل بسيط وقريب لجمهوره وبيبين فيه قد إيه البراند عارف وحاسس بمشاعرهم وغضبهم كويس جدًا وجاي يشاركهم ويدعمهم.
الخلاصة
في النهاية اللي عايزة أقولهولك إن في خط رفيع جدًا في التسويق العاطفي Emotinal Marketing بيفصل بين إنك تثير عاطفة الناس لمصلحتك وإنك تستغلها، عشان كده بيكون لازم تتعامل مع تيم شاطر فاهم كويس ازاي يستخدم كل المواضيع والأدوات لصالحك بالشكل المناسب للبراند بتاعك وللجمهور.. والتيم ده هتلاقيه في Bsmart creative agency، اتواصل معانا دلوقتي واعرف كل التفاصيل اللي محتاجها عشان زي ما قلتلك في بداية المقال الواحد زائد واحد يساوي الرقم اللي انت عايزه.